ما هو الوقت المناسب لشراء منزل؟
كما تتفاوت أسعار العقارات من عقار لأخر ومن منطقة لأخرى، تختلف الأسعار أيضاً وفقاً للفترات الزمنية الموسمية، والتغيرات المفاجئة في العرض والمخزون من المنازل، بالإضافة إلى اختلاف السياسات الحكومية ووضع الاقتصاد المحلي وتأثره بالأحداث العالمية في بقية اقتصادات دول العالم الأخرى.
لذلك يعد اختيار الوقت المناسب لشراء المنزل جزءاً أساسياً من عملية الشراء، ويلعب دوراً كبيراً في تعظيم خيارات الراغب بالشراء وتمكنه من إجراء الصفقة التي يرغب بها وتوافق متطلباته الشخصية. أهم تلك الأوقات التي ينصح بشراء منزل خلالها:
الفترات التي تتميز بانخفاض سعر الفائدة
يرتبط سوق العقارات بشكل وثيق بسعر الفائدة وتغيراتها، فإنّ أي إجراء في سعر الفائدة ينعكس مباشرةً على المبيعات العقارية. يعد البنك المركزي هو المسؤول الرئيسي عن تحديد سعر الفائدة، والتي يتم اعتمادها من قبل كافة البنوك في البلاد.
يقوم المركزي عادةً برفع أو خفض سعر الفائدة وفقاً لمتطلبات الاقتصاد الوطني، فعندما يعاني الاقتصاد من الكساد يتم اتباع سياسات نقدية توسعية، وذلك بخفض سعر الفائدة لانعاش الاقتصاد، بينما في حالات التضخم، يتبع المركزي سياسات تقشفية والتي من أهمها رفع سعر الفائدة لمحاولة ضبط الأسعار وتحقيق استقرار سعر الصرف.
أما بالنسبة لمدى تأثير سعر الفائدة على السوق العقاري في حالتي السياسة النقدية الانكماشية منها والتوسعية فتكون كما يلي، عند رفع سعر الفائدة لسبب من الأسباب، يؤدي ذلك إلى رفع تكلفة القروض في البنوك والتي من ضمنها القروض المخصصة للعقارات، وبالتالي صعوبة عملية الاقتراض، وانخفاض الطلب على شراء العقارات الممولة من قبل البنوك، لينعكس ذلك سلبياً على السوق العقاري.
بينما في حالة خفض سعر الفائدة، تنخفض تكلفة الاقتراض من البنوك، مشجعاً ذلك المزيد من عمليات الاقتراض وارتفاع الطلب على شراء المزيد من العقارات. لذلك تعتبر الفترات التي تنخفض فيها سعر الفائدة هي الفترات الأفضل لشراء العقارات.
فترات الازدهار الاقتصادي
تتميز الفترات التي يشهد فيها البلاد انتعاشاً اقتصادياً بازدهار قطاع العقارات وارتفاع مستوى المبيعات فيها. فعندما يرتفع معدل النمو الاقتصادي في بلد ما، تتحسن معظم المؤشرات الاقتصادية كالقوة الشرائية للعملة المحلية وارتفاع أرباح الشركات ومعدلات الأجور، إلى جانب تقديم المزيد من التسهيلات فيما يتعلق بعملية الاقتراض، مما يشجع الراغبين في امتلاك المنازل على الإقدام بشكل أكبر على شراء المنازل.
كما أن الانتعاش الاقتصادي يحث شركات البناء العقارية على زيادة العرض، من خلال القيام بالمزيد من المشاريع العقارية، موفراً فرص أكثر تنافسية للراغبين في الشراء.
شراء المنزل في الربيع وبداية فصل الصيف
إذا كنت ترغب بشراء منزلاً مميزاً وأردت أن يكون بين يديك مجموعة واسعة من الخيارات، فالوقت الأكثر ملائمةً للشراء هو في فصلي الصيف والربيع، أي بدءاً من شهر آذار وانتهاءاً بتموز، إذ يرتفع كل من الطلب والعرض في هذه الأشهر الخمسة، وتسجل المبيعات فيها ارتفاعاً كبيراً، لذلك إذا كنت ترغب بمنزل ذو مواصفات فريدة، فينبغي عليك استغلال هذه الفترة الزمنية في البحث عن منزل أحلامك.
شراء المنزل في فصل الشتاء
إذا كنت تفكر بامتلاك منزل بسعر منخفض يتناسب مع ميزانيتك المتواضعة، فعندها ننصحك بالإقدام على عملية الشراء في فصل الشتاء، أي في الأشهر الثلاثة، تشرين الثاني وكانون الأول وكانون الثاني، إذ تتميز أسعار العقارات في هذه المدة بانخفاضها، وذلك لقلة الطلب على شراء العقارات خلالها، لكن في المقابل يقل عدد الخيارات التي بين يديك، وذلك بسبب انخفاض العرض من المنازل في هذه الفترة أيضاً.
عندما يكون العرض من المنازل كبيراً
يمكنك أيضاً استغلال فرصة توفر عرض كبير من المنازل، والذي قد ينتج عن أسباب موسمية، إذ يحقق عادة السوق العقاري ارتفاعاً في العرض في فصل الربيع، بينما ينخفض في فصل الشتاء، نتيجة انتقال الكثير من العائلات إلى مناطق تتوفر فيها مدراس لأطفالهم قبل بدء العام الدراسي.
أيضاً، قد تصدر بعض القوانين أو السياسات التي تساهم في دعم القطاع العقاري سواء كانت تتعلق بخفض الضرائب على البناء أو الضريبة العقارية، أو حتى انخفاض المواد الأساسية للبناء التي قد تشجع شركات البناء على القيام بالمزيد من المشاريع العقارية.
تشكل كل تلك الأمور التي تم ذكرها فرص مميزة لكل من يرغب بامتلاك منزلاً بأسعار معقولة.
عندما يكون وضعك المالي جيد
أخيراً، بعد الأخذ بعين الاعتبار جميع تلك الأوقات المميزة التي يمكن استغلالها للإقدام على شراء منزل يقابل احتياجاتك، لابد لك أيضاً من اختيار الوقت المناسب الذي يكون فيه وضعك المالي مستقراً. كأن لا يكون لديك قروضاً وفوائد متراكمة لدى البنك، أو أن يتوفر لديك سيولة ناتجة عن علاوات إضافية أو ارتفاع في الراتب يمكّنك من القيام بالدفعة الأولى للمنزل.